ماهية احتياجات الطفل اليتيم؟ الجواب هي نفس احتياجات الأفراد العاديين ولكن بدرجة أشد ، ولماذا أشد؟ لان الطفل وبسبب فقدانه لوالده أو والديه يرى نفسه فردا خاسرا ولغرض ملئ ذلك الفراغ يختلق الأعذار وتزداد توقعاته ومن هذه الاحتياجات :
احتياجات نفسية
1. الحاجة إلى المحبة والحنان
فالطفل اليتيم فقد منبع العطف الحقيقي والمحبة الصادقة، ويجب علينا تلبية حاجته هذه بأن نعامل الطفل بكل لطف ونداعبه، إذ أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان عندما يرى الأيتام يجلسهم إلى جانبه أو على فخذه ويمسح على رؤوسهم ويقول إن الله تعالى يؤجر الفرد بعدد ما يمسح من الشعر بيده .
2. الحاجة إلى التعلق والتبعية
إن الأب هو عمود الأسرة الأساسي، بفقده يختل نظامها، ويعاني الحرمان أبناؤها؛ ولأجل إعادة هذا التوازن المفقود فقد سعت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي إلى القيام بدور العائل الموجه لأبنائها الأيتام، وبذلت جهدها لسد حاجاتهم المادية والمعنوية كافة وتقديم النصح والتوجيه البناء لهم، في جو دافئ من الحنان والرعاية والاهتمام .
3. الحاجة إلى المواساة
الطفل بحاجة إلى من يستمع لآلامه ويهتم بشكواه ومعاناته التي تواجهه في مختلف الأحيان، فلو أفصح عن إحدى همومه يجب أن نستمع له، فهذا سوف يؤدي إلى إضعاف حالة الهدوء والسكينة عليه .
4. الحاجة إلى الضبط والسيطرة
صحيح أنه يتيم، ولكن يجب أن لا تصبح معاملتنا إياه بالعطف والحنان سببا بأن يشعر بأنه قادر على الإقدام على أي عمل يريده وأن أحدا لا يراقبه أو يمانعه في ذلك.
5. الحاجة إلى التأكيد
إن الأيتام وبسبب المعضلة الخاصة التي يعانون منها من المحتمل أن يفقدوا العزة والثقة بأنفسهم، لهذا من الضروري تهيئة مناخ إعادة بناء شخصيتهم، لكي يستعيدوا الثقة بأنفسهم مرة أخرى ويرون لأنفسهم أهمية ومكانة تليق بهم، حتى لا يكونوا عرضة للانحراف والخطر .
6. الحاجة إلى المداراة
يجب مدارة اليتيم كما يجب عدم جرح مشاعره أثناء تربيته كما هو حالنا عادة مع أطفالنا الآخرين ويجب أن نأخذ في حساباتنا قلبه الكسير ونعلم بأنه سريع البكاء.
احتياجات اجتماعية
1. دمجه مع المجتمع ومخالطته وعدم اعتزاله
يقول صلى الله عليه وسلم (خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه).
2. مراعاة أدبه وتربيته
يجب تربية اليتيم تربية صالحة والتلطف به وتأديبه أحسن تأديب وتعليمه أحسن تعليم .
3. تزويجهم والتزوج بهم
احتياجات تربوية
اليتيم ليس بحاجة فقط إلى إطعامه وكسوته بل أيضا بحاجة إلى تأهيله تربويا ويتمثل ذلك في :
1. تعليم الأيتام أمور دينهم
عن طريق ضم الأيتام في حلقات أو مدارس لتحفيظ القرآن.
2. السعي إلى تقويم سلوك الأيتام
وذلك عن طريق تعليمهم القيم الطيبة وترغيبهم في الصفات الخلقية بما يتوافق مع تعاليم الإسلام.
3. العمل على وقاية اليتيم من الانحراف
عن طريق الأنشطة والبرامج التي تغرس فيه كل حسن ، والتوعيات المختلفة بطرقها المتنوعة : كالمحاضرات الدينية وتوفير الكتب التثقيفية والأنشطة التراثية والثقافية المختلفة التي من شأنها الارتقاء بشخصية اليتيم وإيجاد وازعٍ داخليٍ يحميه من كل فساد وانحراف .
4. تعريف اليتيم بحقوق الفرد وواجباته
لمساعدته على الانخراط في المجتمع والمشاركة في عملية البناء المجتمعي .
احتياجات اقتصادية
1. تحريم ظلم الأيتام ونهب حقوقهم وأموالهم
إن أكل مال اليتيم جريمة ترتكب في حق الضعيف فاليتيم وهو صغير قد حرم بموت أبيه جميل الرعاية، وصار عرضة للتشرد والضياع، وغدت أمواله معرضة للسلب والنهب لذا عني الإسلام باليتيم عناية فائقة فوضع نظاما يكفل المحافظة عليه وعلى أمواله.
2. استحباب الوصية عليهم
لحفظ حقوقهم ورعايتهم وتنظيم العلاقة بين الوصي واليتيم .
3. تحريم خلط أموالهم بأموال الوصي بقصد غشهم وظلمهم
لقوله تعالى (وأتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوبا كبيرا)، فهنالك بعض الأوصياء يأخذون الجيد من مال اليتيم والغالي منه ويبدلونه بالرديء فجاءت هذه الآيات لتنهي تلك التجاوزات.
4. رعايتهم بدفع أموالهم إليهم إذا علموا منهم الرشاد
فيكون بالصرف عليهم من ذلك المال في حالة الصغر، وأما في حالة البلوغ واستئناس الرشد منهم فيتحقق ذلك بتسليمه إليهم منقول
